الوعي في وسط متحجّر

Khalid Al-Otaibi
2 min readMay 5, 2022

خواطر في ممرّات الحياة

عجلة القدر .. لا تنكسر .. نحن من ينكسر

إنك إذا أردت أن تُحدث وعيا في وسط متحجّر ، سينكسر فخّاره في يدك ، نعم … ولكنه سيجرح منك بالقدر الذي تَكسِر منه .. ثم تجد نفسك طرفا في صراع ؛ جلبه إليك براءة القلب وبراعة الوعي .. براءة القلب وبراعة الوعي في وسط متحجّر ؛ خطيئة … ثمنها أنك ستخسر أغلى ما تملك

إنك وأنت تمارس بناء حياتك ؛ تظن أنك وحدك القادر على اختيار لَبِنات بنائها لبنة لبنة ، إنك حقا واهم .. إن حياتك تُبنى وتُهدم بيد الآخرين .. الذين لا يعجبهم براءتك ووعيك

بل إنهم سيتخذون منك ومن حياتك يوما ما … مادة سعادتهم .. ومادة وجودهم .. بقاياك وأنت راحل ستلمع في ظلام وجودهم

حياتك ، وهي تشبه الوميض الخاطف بين ظلمتين .. ظلمة ما قبل ظهورك على هذه الدنيا وظلمة ما بعد رحيلك

هل تفكّرت يوما ما في هذا السؤال عنها : هل افتقدك أحد قبل مولدك ؟ لقد كانوا يضحكون وأن تُطلّ بوجهك الصارخ الخائف على هذه الدنيا ، ولم يسألك أحد أين أنت قبل ملايين السنين ، ولماذا جئت الآن .. وهل سيفتقدك أحد بعد رحيلك ؟ هذا السؤال الأخير ؛ هل سيفتقدك أحد بعد رحيلك ، سؤال إجابته أنك ستكون يوما ما لبنة من لبنات بناء هذه الحياة .. فكيف وأنت تشارك في صناعة الوعي في وسط جئته وقد تحجّر قبل مجيئك .. إنك مغامر وتراهن على الخسائر

ثم أنت مَن ؟ أيها المغامر وحدك .. مُشبعا بالأشواق للراحلين .. في ذلك الوسط المتحجّر

والشوق في هذه الحياة لغائب رحل .. يتغالب معه النوم قليلا .. وحينما يفقد الشوق شعلته وتنطفئ جمرته ، يتسلل النوم إلى العينين فتطرقان ثم تتأرجحان كالنوَسان حتى تسكنان .. ثم تنطبع على الشفتين ابتسامة بريئة .. تُخبر أن وعد اللقاء بمن مات حقيقة ، وحضر خيالا قد حان ، ثم يستغرق القلب في أحلامه .. والعينان تنطفئان على ذكريات جميلة مرّت ولن تعود .. وتكسّرت بقاياها في ذلك الوسط المتحجّر .. وفي الطريق بقاياك ماضية إلى ذلك

وبعد أن يمر الوقت وتستيقظ .. ستجد أن الزمن قد جعلك تدفع ثمن كل أحلامك التي لم تتحقق .. جعلك تدفع ثمن البقاء والفناء معا

كتبه: خالد العتيبي

--

--