إنك ساكن تتألم !؟

Khalid Al-Otaibi
2 min readJul 14, 2022

العدم أسوأ من الألم .. فلا تبالغ في السكون

Hennie Stander — Unsplash

إنك ساكن لا تُبدي حراكا .. إنك تضع سكونك هذا ؛ كردة فعل ورفض لما يعترضك في هذه الحياة من آلام .. تلك الحياة التي أنت لا تملكها .. ثم تستسلم هكذا طواعية

نعم .. نحن محصورون بين الذي ضاع من أعمارنا .. وبين الذي لا نتحكم فيه من واقعنا .. وبين الذي لا نعلم عنه من مستقبلنا .. ذلك الحصار يستمر بالضغط علينا كل يوم من كل اتجاه .. إنه كالحجارة التي تتساقط من أعلى الجبال ، وتنحدر في وادٍ ضيق موحش ، يقف فيه مسكين لا يملك حولا ولا قوة لرد كل تلك الحجارة المتساقطة .. ولكن ذلك الألم كله .. لا يجب أن يمنعك من أن تتحرك .. تحرّك ! لا تبقى ساكنا … فالسكون عدم

في قصص سلالة سونغ الصينية ، وردت هذه العبارة لشاب يتدرّب على فنون القتال على يد مدرّب قوي

ولكنني أتألم يا أستاذ ؟
تقول أتألم ! هذا الألم هو الذي سيجعلك تتذكّر وتستوعب أنك إذا كنتَ تُقاتل في الحياة الحقيقية ؛ فحياتك ليست متروكة لك

إذا كان سكونك حدادا على أنك لم تُغيّر شيئا في هذه الحياة .. فإنك لن تستطيع تغيير شيء في هذه الحياة .. سواء كنتَ ساكنا أو متحرّكا .. لأنه قد وقع مدار التغيّر كله عليك .. أنت الذي يتغير بشكل أسرع من الجمادات .. إنك تفرح بالسنين تقطعها .. ولكنها في الحقيقة هي التي تقطعك وتُحوّلك إلى أشكال مختلفة من الوجود

أما ترى الطفل .. يلهو ويصبو ويزهو ويرهو .. ثم ما يلبث أن يكبر ويحمل على عاتقه محض إعاقته ؛ هي عثرات السنين ؛ عثرات السنين ، التي تتركه يذبل وييبس غصنه ويتحوّل إلى ما يشبه الشجرة الهامدة

لا تحاول أن تكون بطلا هكذا بسكونك .. ثم تتسلّق في سكونك جبال الآلام وتظن أنك ستنجو !! لن تنجو بذلك .. بل ، إنك كمن يتسلّق جبلا بحذاء ملتوٍ

مكسبك الوحيد في هذه الحياة .. الذي تمتلكه .. ويجب أن تناضل من أجله هو : الإرادة .. النهوض .. الاستمرار .. اضرب اليأس بفأس الأمل .. حطّمه .. هشّمه .. تحرّك .. كن أنت الحجارة التي تسقط من أعلى الجبل .. كن أنت الصلابة .. كن أنت البذور التي تسقط من الشجرة ثم تنمو .. كن أنت النمو .. كن أنت الوجود … إذا كنت تمتلك الإرادة فأنت البطل

يقول (جاك دمبسي) عن ذلك : البطل هو الذي ينهض عندما يرى أنه لا يستطيع النهوض

انهض .. لا تعدَم الإرادة

من خواطر في ممرّات الحياة .. كتبه/ خالد العتيبي

--

--